أولهم : عيسى بن مريم قال وكان في بني اسرائيل , حين دافع عن أمه , وقال : "إني عبد الله آتانيَ الكتاب وجعلني نبياً ...." . وثانيهم : صاحب جُرَيج، وكان جريح رجلا عابدا،
فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت : يا جريح!، فقال: يا رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومسات (الزانيات). فتذاكر بنو إسرائيل جُريجا وعبادته، وكانت امرأة بغيٌّ (زانية) يُتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننَّه! فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟، قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك. قال: أين الصبي؟! فجاؤوا به فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟!قال: فلان الراعي!!، فأقبلوا على جريح يقبِّلونه، ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا. وثالثهم : صبي كان يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسن فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا! فترك الرضاعة ، وأقبل إليه، فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله , وبعدها مرُّوا بجارية مسكينة , وكانت تُضرَب ويُقال لها : زنيتِ، سرقتِ! وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها وقال: اللهم اجعلني مثلها .