لطالما أخطأت في حق نفسي التمس السعادة ممن حولي ... وأنتظر أن أعامل كما أحب ...... أبحث عن شخص يفهمني ويدرك ذاتي .... أبحث عمن يعنني في تصويب أخطائي ....
أبحث عمن يكون قريباً إلى نفسي ... أحبه .. وأفتقده .. وأشتاق إليه .. أحدثه بكل ما أريد.... أحكي له عن يومي .. عمن حولي .. عن حياتي وطموحي ..... أحكي له دون أن أخشى أن يسيء فهمي ... وأحدثه بكل شيء دون أن أتردد... أحدثه فيصغي .. ويحدثني فأصغي .. أثق به ويثق بي .. أناقشه وأُبادلهُ الآراء .... أبحث عمن أشكو له ويشكو لي إذا ما ضاقت بنا الأرض والسماء .... أبحث عمن أرتمي في حضنه عندما أبكي .. ويتوسد حضني عندما يبكي .... أبحث عمن تمتد يده لتمسح دمعتي .. حين تمسح يدي دمعاته .... أبحث عمن يشاركني ضحكتي .. وأشاركه ضحكاته ..... أبحث عمن يشغلني عن همومي ومعاصيَ ويشغل بي عن همومه ومعاصيه .... أبحث عمن يشعرني بإنسانيتي وأشعره بإنسانيته ...... لكنني أدركت بعد مضي الزمن أنني لو التمست السعادة فيمن حولي لانقضى عمري دون أن أعرف معنى للسعادة ..... أدركت أنه لن يسعدني سوى نفسي ... أدركت أنني يجب أن أعامل الناس كما أحب أن أعامل ليعاملونني كما أحب .... أدركت أنه لن يفهمني ويدرك ذاتي سواي .... أدركت أنه لن يعنني أحد في تصويب أخطائي ما لم أصوبها بنفسي .... أدركت انه ليس أقرب إلي من نفسي .. أحبها .. وأفتقدها .. وأشتاق إليها ..... أدركت أنه ليس هناك سواي أحدثه بما أريد دون أن أتردد في إكمال حديثي .. وأحكي له ما أحكي دون أن أخشى أن يسيء فهمي أو يبوح بسري .... أدركت أنه لن يصغي إلي حق الإصغاء غيري .... أدركت أنني لن أثق بأحد قدر ثقتي بذاتي .... أدركت أنني يجب أن أحتفظ بآرائي لنفسي ..... أدركت انه ليس هناك سوى الخالق أشكو له إذا ما ضاقت بي الأرض والسماء وأبتهل إليه بالدعـــاء .... أدركت أنني لن أجد غير حضني أرتمي فيه عندما أبكي .. ومهما بكيت .. فلن تمتد سوى يدي لتمسح دمعتي..أو ستجف على خدي ..... أدركت أنني لو ضحكت فلن أسمع سوى صدى ضحكتي .... أدركت أنني يجب أن أشغل نفسي بالخير .. قبل أن تشغلني نفسي بالهموم والمعاصي... أدركت أنه لن يرتقي بي نحو الأفضل ولن يشعرني بإنسانيتي سواي ..... ؟
كارهه الحياه : :"ت"