كانت هناك فتاة قد تزوجت لرجل طيب ورزقهما الله الأولاد والبنات وشاء القدر أن توفي زوجها, فأخذت المرأة تربي أولادها حتى ضاق بها الحال وتقطعت بها السبل ولم يتبق معها شيء للعيش,
فقررت المرأة البحث عن احد يساعدها, ففي احد الأيام خرجت المرأة للبحث عن مساعدة فدخلت إلى عمارة ثم وقفت بباب شقة ودقت الباب وفتح لها فإذا برجل وعائلته في البيت فأخبرته المرأة بأنها بلا زوج وعن سوء وضعها المادي وأولادها الأيتام فتريد منه المساعدة مما رزقه الله, فقال لها الرجل: هل لديك مستندات بما تقولين؟ فتلعثمت المرأة ولم تستطيع الكلام فأي مستندات لديها؟ فحزن قلبها من هذا السؤال ثم خرجت من عنده وذهبت لشقة غيرها ثم وقفت ببابها ودقته ففتح لها فإذا برجل وعائلته فأخبرته بأنها بلا زوج وعن سوء وضعها المادي وأولادها الأيتام فتريد منه المساعدة مما رزقه الله, فما كان منه إلا أن قام وأعطاها مما رزقه الله ففرحت المرأة ودعت له بخير وذهبت, فلما جاء الليل نام الرجل الأول ثم انه رأى في المنام قصرا جميلا لم ير مثل جماله قط فاقترب منه قليلا وإذ بالنبي صلى الله عليه وسلم أمام القصر ففرح الرجل وقال للنبي أهذا القصر لي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا! فقال الرجل مندهشا إذا لمن هذا القصر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا القصر للرجل الذي يسكن في الشقة التي بجانبك, فقال الرجل حزينا: لماذا يا رسول الله ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل لديك مستندات بان القصر لك؟ فسكت الرجل ولم يجب فقال له الرسول عليه السلام : عندما جاءتك المرأة طلبت منها مستندات ولم تعطها شيئا, أما جارك فأعطاها ولم يطلب منها شيء, ثم استيقظ الرجل من نومه مذعورا وكأن القيامة قد قامت, فاخذ ينتظر حتى طلح الفجر ثم ذهب إلى جاره فقال له: بالأمس جاءتك امرأة فطلبت منك المساعدة فكم أعطيتها؟ فقال الرجل : هذا بيني وبين الله, فقال أنا أعطيك ضعف المبلغ الذي أعطيتها إياها مقابل أن تتنازل عن حقك عند الله فرفض, فاخذ يرفع من قدر المبلغ حتى وصل إلى مبلغ عالي, فقال الرجل المتصدق : والله لو وضعت ملك الأرض وكنوزها في أن أتنازل فلن أتنازل, فان القصر الذي رايته فهو لي ولم أتنازل عنه. فسبحان الله كم منا مقصر في حق نفسه وحق الاخرين ونحن لسنا مكلفين بالكشف عن الناس فكلنا مكلف بنفسه.