يعتبر الاب معلماً لولده ومرشداً له، يقدم له المعلومات قبل أن يدخل المدرسة. وإذا أصبح تلميذاً فإنه سيعوضه عن النقص في هذا المجال، فالاسلام يؤكد كثيراً على دور الاب في توعية ولده، وما المدرس والمعلم الا وكلاء عن الاب في تحقيق هذه الوظيفة والقيام بمهمة التعليم ونقل المعرفة، ويمكن تحديد الوظائف الاساسية للاب بالنقاط التالية:
1- التعريف بالحياة الدنيا: إن العالم الذي يحيط بالطفل مليء بالغرائب والعجائب التي يرغب الطفل كثيراً في التعرف عليها بسبب امتلاكه لغريزة حب الاستطلاع والتطلع واكتشاف طرق الاستفادة منها. ولا يخفى على الاباء والامهات تلك الاسئلة العديدة التي يطرحها الطفل بشأن العالم المحيط به ورغبته في معرفة كل شيء عن الحياة.
فحري بالأب أن يماشي طفله خطوة خطوة ويتحدث معه ويرشده ويوجهه ويعرفه بهذا العالم. وإنه مسؤول عن تفسير ظواهر العالم المختلفة لولده وإرشاده الى طريقة الاستفادة منها.
يطرح الطفل في مرحلة متقدمة عادة أسئلة أخرى حول الحياة الدنيا وكيف ظهرت للوجود؟ والى اين ستنتهي؟ وما هو معنى الموت والفناء وغير ذلك.
2- التعريف بفلسفة الحياة: يعتبر الأب مقصراً في عمله ومسؤوليته فيما لو صرف جهده وتفكيره في مجال توفير الحاجات المادية للطفل فقط فالولد يرى في والده الكمال من خلال المعلومات التي يملكها والتصور الذي يحمله عن الحياة.
ومن مسؤوليات الأب المهمة مساعدته لولده باختيار طريقه في الحياة وليكتشف بنفسه علل تصرفاته وأعماله المختلفة كي يدرك فلسفة حياته ولماذا سيموت وماذا عليه أن يعمل؟ وما هي المشاكل؟ وكيف يتصرف ازاءها.
3- التعريف بالأدب والاداب: وتشمل الاداب، الشعر والنثر والأمثال حيث تساهم هذه الامور في البناء الاخلاقي للامم، وتسوق الانسان نحو أهداف محددة. ومن هنا تبرز الاهمية الكبرى للدروس والمواضيع الادبية.
يجب على الاب تعريف ابنه
ببعض البرامج
ويتحدد دور الاب في انتخاب أفضل المواضيع الادبية لولده خاصة تلك التي تنسجم مع فطرته وترشده نحو طريق الخير والسعادة. فما أكثر الذين ثاروا سلباً أو إيجاباً بالدروس الادبية والامثال والحكم فانعكس ذلك على تعاملهم وخلقهم، ويعود السبب في الاغلب الى غفلة الاسرة أو اهتمامها وحذرها.
4- التعريف بالعادات والتقاليد: حيث يمكننا القول ان العادات والتقاليد تساهم في بناء فكر الانسان وعقله.
وسيواجه الطفل هذه الامور منذ اللحظة التي يدخل فيها معترك الحياة الجماعية. فينبغي على الاب أن يرشد ولده نحو العادات والتقاليد الجيدة والنافعة التي يمكنها أن تبني الانسان بناء جيداً لا أن تضله وتخدعه. فالعادات والتقاليد لا بد أن تكون دروساً بناءة للطفل فيلتزم بها ويكتشف دربه في الحياة.
5- التعريف بالفن: إن الاباء مضطرون – وهم يؤدون وظيفتهم التربوية – الى تعريف أولادهم ببعض البرامج التي تساهم في تلطيف روح الطفل وتؤثر على أفكاره لما لها من معان سامية ورائعة.
وسوف يستفيد الطفل من الفن كثيراً بشرط أن ينمي لديه قابلية التطور والاندفاع نحو الخير. وينبغي للأب أن يعلم ولده الفن الملتزم وأن يحافظ على ذوقه الفني حياً عنده حتى يكون الطفل على بصيرة من أمره، ويتعلم كيف يواجه الاحداث المختلفة ويستثمر أوقات فراغه إيجابياً.
6- التعريف بالقيم: إن لجميع المجتمعات قيماً بناءة وأخرى هدامة تؤثر على حياة الانسان وتدفعه إما نحو الاصلاح والفضيلة وإما نحو الفساد والرذيلة.
وتمثل الاسرة النواة الاولى للقيم الانسانية التي توجه الطفل وترشده نحو طريق الخير والصلاح أو نحو طريق الشقاء والانحطاط. وتبرز مسؤولية الاب في نقل هذه القيم وترسيخها لدى الطفل، إذ يستطيع أن يوفر له حياة معنوية جيدة فيما لو نقل اليه القيم النبيلة.
7- التعريف بالحضارة والمدنية: ثمة مواضيع عديدة تدخل تحت مظلة التمدن فيكون الانسان مضطراً للالتزام بها.