النقطة السوداء

موضوع: النقطة السوداء الجمعة مارس 06, 2009 9:09 am

عنوان القصة ... النقطة السوداء
لم أدرك سر تلك النظرات التي كانت تتقد ناراً ؟ !كنت أظن أنها نظرات خوف أو عطف ولكن الواقع خلاف ذلك .أنه يعاود النظر إلى للمرة الألف و يتبع خطوات أقدامي أينما كنت لدرجة أنني أحس أن قلبه يكاد ينخلع من بين جنبيه عندما يراني هل أذكره بأحد أم أنني أشبه شخص يحبه ؟ ما سر نظرات ذلك الرجل الغريب يا أمي لا أدري ربما يشبهك على شخص يعرفه يا ولدي و أنت تعرف أن الناس يتشابهون أنك على حق دخلت إلى غرفتي ثم بدأت الأفكار السوداء تقرع رأسي في مسألة الشبة قد يكون هناك شبه بين الناس لكن لا يصل الأمر إلى هذه الدرجة أمسكت ريشتي لأجد روح يدي ترسم ملامح ذلك الرجل الذي يلاحقني من مكان إلى مكان بإتقان و براعة لم أتوقعها أحسست أني أنقل على اللوح الخشبي شيء من أعماق ذاتي و عندما قاربت على الانتهاء سقطة نقطة سوداء على الأرض لتلوث المكان قمت بتنظيفها و لا كنها لم تنظف ظلت في مكانها راسية بكل ما فيها من قوة حاولت و حاولت في أن أزيل تلك البقعة التي شعرت أنها تتثبت داخل فؤادي المنخلع من شدة الهلع بحثت عن طريق لأخرج من ذلك المأزق الضيق فلم أستطع أن أخرج من تلك الدائرة التي وضعت نفسي بها بل خنقني بها القدر المظلم حاولت أن أكمل لوحتي دون جدوى شعرت أن ملامح ذلك الرجل شاحبة شحوب الذكرى الميتة التي تسكن داخلي أغرقت عيناي بالدموع دون أن أدري و لا أدري لماذا قمت بالبكاء؟ و لماذا كنت مهتم بتنظيف البقعة السوداء من فوق الأرض ؟أحسست بألم شديد في رأسي حاولت الجلوس فلم أقدر على ذلك أقدامي متصلبة عصتني و لأول مرة في حياتي لا يستجيب لي عضو من أعضاء جسدي النحيل صرخت بصوت عال جد على أمي هرعت إلى أمي و الشحوب يعلو وجها البائس قلت لها و أنا في حالة مزرية أمي لماذا كان ذلك الرجل يتلصص علي لماذا لم أستطع أن أزيل البقعة السوداء من فوق الأرض لماذا قدماي لا تتحرك من مكانها ؟ أخبرين أرجوك عن السر الذي بدأ يفتك بأعصابي من نظرات الناس التي ترغمني على أن أسقط في الوحل دون مبرر هل اقترفت أثم استحق عليه هذا العقاب من المجتمع أم أن تلك نظرات حاقدة حاسدة و لكن على ماذا يحسدوني على أنني أبن ليل أخرج لنزه في الليل أرسم في منتصف الليل الأخير لا أنيس يبدد وحشتي سوى دموع ترافقني في وحدتي التي فرضت علي لماذا لا تستجيبي يا أمي هل لا تزال أنفاسك حية وتتمتع بمتع الحياة التي حجبت عن أنفاسي لقد ظننتك لي جسر أعبر به مياه المحيط و لم أعتقد يوماً أنك تمثال لا يعبد صنم لا يقدر على أن يجيب دعوة الداعي إذا دعاة بل آلة صماء خالية من المشاعر الإنسانية أمي لماذا لوثتي الأرض الطاهرة بنقطة سوداء فوق الجبين الأبيض .!